هو تلك العملية التي
تعنى بصرف أو نقل المنتج من مصادر إنتاجه إلى أماكن إستهلاكه و ذلك في المكان الذي
يريده المستهلك ، و في الوقت الذي يرغب فيه قصد تحقيق المنفعة و إتباع الرغبة
للمستهلكين ، فليس يكفي أن يكون المنتج ذوجودة عالية ، و سعر مناسب ، و مرفوق
بترويج لائق ما لم يكن متوافرا بالحجم اللازم في المكان الذي يريده المستهلك ، و
الوقت كذلك
و حسب ميركل و أبوم Mircal and Abaum بغض النظر عن درجة جودة المنتج أو طريقة
أدائه فإنه لا يمكن إتمام العملية البيعية ما لم يتوافر المنتج في السوق للمشتري
المحتمل الذي يرغب في شرائه و هذا يعني ضرورة توفير المنشأة للمنتج في الوقت و
المكان المناسب
فهناك من الباحثين من
ذهب إلى إعتبار أن التوزيع يمثل نصف التسويق ، و ذلك نظرا لمكانتهبين عناصر المزيج التسويقي.
مكانة
التوزيع وسط عناصر المزيج التسويقي
بالرجوع إلى التعريف
السابق ، يمكن أن نلمس شيئا من أهمية التوزيع و مكانته الحساسة وسط عناصر المزيج
التسويقي ، إذ لا يمكن أن تتم عملية البيع إن لم يتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل
المنتج متوافرا في الوقت و المكان المناسب للمستهلك حتى لو كان المنتج الذي تقدمه
المنظمة يتميز بخصائص متميزة من حيث الجودة أو السعر أو طريقة ترويجه ، فتوافر
المنتج وفق الثلاث عناصر السابقة لا يعني تحقيق لعملية البيع إلا بتوفر رابع هذه
العناصر الذي هو التوزيع .
سياسات
التوزيع حسب درجة الشمولية
إذا جئنا إلى
تقسيم سياسات التوزيع حسب درجة الشمولية نجدها ثلاثة أقسام ، سياسة التوزيع الشامل
، سياسة التوزيع الإنتقائي ، سياسة التوزيع الوحيد
1سياسة التوزيع الشامل
نستخدم سياسة التوزيع الشامل في
حالة بيع السلع الإستهلاكية الميسرة ، فالمستهلك يطلب هذه السلعة ليحقق إشباع مؤقت
و بالتالي فهو يسعى للحصول عليها من أقرب مكان و بأقل مجهود ممكن و تتيح هذه
السياسة للمنتج التغطية الشاملة للسوق و إن كانت تحتاج إلى تكلفة مرتفعة حيث تقع
مسؤولية الإعلان و الترويج على كاهل المنتج (1) أي توزيع السلعة في أكبر
عدد من المتاجر التي يتردد عليها المستهلكون و يناسب ذلك السلع ذات الإستهلاك
الواسع
سياسة التوزيع الإنتقائي
و تقوم هذه السياسة
على أساس عرض السلعة في عدد محدود من متاجر الجملة أو التجزئة التي يتم إختيارها
في سوق معينة و تناسب هذه السياسة السلع الإستهلاكية المعمرة ، و التي يكون
المستهلك على إستعداد لبذل جهود خاصة في شرائها .
كما قد تقرر المنشأة
الإعتماد على التوزيع الإنتقائي بعد التجربة العملية لسياسة التوزيع الشامل ، و قد
يأتي هذا التغيير لتكلفة التوزيع الشامل أو لسوء أداء الوسطاء بالإضافة إلى إرتفاع
درجة المخاطر ، و تمكن سياسة التوزيع الإنتقائي المنتج من إحكام الرقابة على
مبيعاته بالإضافة إلى تقليل التكلفة
سياسة التوزيع الوحيد :
طبقا لهذه السياسة يقوم المورد ببيع منتجاته إلى تاجر الجملة أو
التجزئة في سوق معينة ، و طبقا لهذه السياسة أيضا قد يمنع تاجر الجملة أو تاجر
التجزئة من التعامل مع منتجات منافسة
تستخدم هذه السياسة في سوق المستهلك النهائي خاصة بالنسبة لبعض
المنتجات غالية الثمن ، كالملابس الفاخرة ، و قد يفضل المنتج أيضا سياسة التوزيع
الوحيد عندما يكون تاجر التجزئة لديه القدرة على القيام بوظيفة التخزين كما أن هذه
السياسة يكون مرغوب فيها في حالة قيام الموزع بأداء خدمات التركيب و الإصلاح بعد
إتمام عملية البيع ، أي مكان واحد ( بالنسبة للسلع الخاصة ) ، بحيث يقوم المنتج
بتوزيع السلعة لدى موزع واحد يقوم بتوزيع الإنتاج الكلي في منطقة بيعية واحدة
المطلب الثاني : مفهوم قناة
التوزيع
يعرفكوتلر القناة التوزيعية :
" نسمي القناة
التوزيعية مجموعة المتدخلين الذين يتحملون أنشطةالتوزيع ، بمعنى الأنشطة التي تقوم بتمرير منتوج من مرحلته الإنتاجية إلى
مرحلته الإستهلاكية " (1) مع الأخذ بعين الإعتبار أن إختيار قناة توزيعية
يعتبر من أهم القرارات التسويقية .
الفرع الأول : الإعتبارات
المؤثرة في إختيار قنوات التوزيع
هناك أربع عوامل مؤثرة
في إختيار قناة التوزيع و هي :