لماذا بعض الموظفين يكسبون أكثر من غيرهم؟



سؤال يطرح نفسه باستمرار في اذهان الكثير من الاشخاص حيث تدعم الأبحاث فكرة أن الموظفين اصحاب مستويات التعليم العالي والمزيد من الخبرة لديهم رواتب أعلى. اما الاقتصاديون فيفسرون عادة الرواتب الاعلى، بحجة أن هؤلاء الموظفين هم أكثر إنتاجية. 



تقرير نشر على موقع «المنتدى الاقتصادي العالمي» ان هناك اكثر من سبب للفوارق في الأجور حتى ولو توافرت نفس المعايير المهنية لشخصين لديهما مستوى التعليم نفسه، 

وكذلك نفس التجربة ونوع الجنس وحتى مستويات الذكاء لكن في المقابل الأجور مختلفة، وهنا تلعب الشخصية دورا مهما حيث هناك مجموعة من الابحاث تبين كيف ترتبط الشخصية بالفوارق في الأجور غير المبررة. 

وأظهرت بعض الدراسات أن الموظفين المستقرين عاطفيا يكسبون المزيد من المال، ولكن السؤال هنا هل يكسبون مالا أكثر لأنهم حقا أكثر إنتاجية؟ ام لأسباب أخرى مثل أن يكونون أفضل في التفاوض على الراتب العالي؟

 وكشفت دراسة مؤخرا ان الصفات الشخصية مثل الضمير والعصابية ترتبط إلى حد كبير بإنتاجية الموظفين، وتوصلت الدراسة الى أن الاشخاص الأكثر وعيا واستقرارا عاطفيا هم الأكثر إنتاجية وبالتالي هم الأجدر بالقيام بهذه المهمة. 



أسباب أخرى لاختلاف الأجور
من المعروف أن الموظفين الذين يحصلون على درجة مقبول في العمل هم أكثر تواضعا ويتقاضون أجورا أقل، وبالنظر هذا النوع من الاشخاص الأكثر تواضعا في العمل يلاحظ انهم يميلون لان يكونوا أكثر ثقة وتعاطفا فهم يكسبون أقل لأنهم اسوأ المفاوضين وليسوا الاقل انتاجية، لذلك فان العلاقة بين الأجور والإنتاجية مرتبطة بالشخصية.  

 واما من ناحية الجنس، فكانت هناك اختلافات ملحوظة بين الجنسين حيث إن النساء الأكثر عصبية من الرجال هن الأقل استقرارا عاطفيا، ولكن الانفتاح على تجارب جديدة هو الذي يعوق أداء المرأة مقارنة بالرجل، فالنساء اللاتي يملن إلى أن يكن خياليات وفنانات ولهن توجهات فكرية يحصلن على أدنى أجر وذلك وفق ما توصلت اليه التجارب.

وكانت النساء الاكثر انفتاحا على الخارج أقل إنتاجية ايضا، بينما كان العكس هو الصحيح بالنسبة للرجال، وحقيقة هذا الامر أن هناك أشياء مختلفة بين الرجال والنساء وأن كل شخصية لها سماتها الخاصة ولديها جوانبها المختلفة، فعلى سبيل المثال الرجال المنفتحون على الخارج عادة ما يكونون أكثر طموحا وحزما، في حين أن المرأة المنفتحة على الخارج تميل لأن تكون اجتماعية اكثر.


التعيين بحسب الشخصية
اصبحت الشخصية ذات أهمية متزايدة في تعيين الموظفين حيث يرى أرباب العمل في كل من أميركا وبريطانيا ان الشخصية والشكل العام أهم عاملين في عملية التوظيف، ويمكن للسياسات العامة ان تؤثر أيضا على الشخصية حيث ان التدخلات الرامية إلى تشكيل الشخصية في سن مبكرة أصبحت جذابة جدا لصناع السياسات. 

ويمكن للوالدين والمعلمين بشكل عام التأثير على الذكاء والمهارات المعرفية لشخصية الفرد خلال فترة قصيرة نسبيا من الزمن. ولكن الأطفال عندما يصلون إلى سن العاشرة، فان أي تدخل معرفي من المدرسة أو من اي مكان آخر هو أقل بكثير من المرجح أن يكون له تأثير كبير.
 
  

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 gestion informatisée ictap
تصميم : يعقوب رضا